شنت إيران، مساء أمس الثلاثاء، هجوماً واسعاً بعشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، فيما دوت صفارات إنذار في أكثر من 1800 بلدة وموقع في جنوب ووسط وشمالي إسرائيل، ووسط أنباء عن سقوط قتلى ومصابين في تلك المناطق، وذلك رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران وأمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تجنّب «حرب شاملة بأي ثمن».
قال الحرس الثوري الإيراني، إن «العملية تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله وبناء على حقنا القانوني في الدفاع عن النفس، وذلك بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش». وأضاف «استهدفنا مواقع أمنية وعسكرية في إسرائيل وسيتم الإعلان عن تفاصيل العملية لاحقاً. أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميراً وأقوى». وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر أوامره بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، مضيفاً أن طهران «مستعدة تماماً لأي رد». وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيران أطلقت أكثر من 200 صاروخ خلال نصف ساعة على إسرائيل، مخلفة أضراراً ودماراً هائلاً. كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن 5 صواريخ إيرانية ضربت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في محور نتساريم وجحر الديك وسط قطاع غزة.
ومن جانبها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على منصة إكس، أمس الثلاثاء، إن الهجوم الإيراني على إسرائيل «رد قانوني وعقلاني ومشروع». وكتبت البعثة «إذا تجرأت إسرائيل على الرد أو ارتكاب المزيد من الأعمال العدوانية، فسوف يتبع ذلك رد ساحق. وننصح الدول في المنطقة وحلفاء إسرائيل بالابتعاد عنهم».
من جهة أخرى، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش «بمساعدة الدفـــاعات الإسرائيلية» وإسقاط الصواريخ الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، حسبما ذكــــر البيت الأبيض في بيان. وقــــال البيان إنّ بايدن ونائبـــــة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية، يتابعان الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات في البيت الأبيض.
ومن جانبه، هدد الجيش الإسرائيلي برد قوي على الهجوم الصاروخي الإيراني، وقال الناطق باسمه، دانيال هغاري، إن للهجوم الإيراني عواقب، مشيراً إلى أن إسرائيل ستختار الوقت والمكان المناسبين للرد. كما بدأت مناقشات أمريكية إسرائيلية حول كيفية الرد وحجمه.
وفي هذا السياق، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة في بيان على ضرورة التوصل إلى وقف «فوري» لإطلاق النار، مؤكداً أنّـــه «يجـــب تجنّب حـــرب شاملة فـــي لبنان بأي ثمــــن».
في غضون ذلك، أعلن عن تعليق حركة الطيران في إسرائيل والأردن والعراق ولبنان. ودعت السفارة الأمريكية لدى إسرائيل موظفيها وعائلاتهم إلى الاحتماء في الملاجئ. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عمليات الإقلاع والهبوط توقفت في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب بعد أن أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل. وقالت السفارة في بيان: «نتيجة للوضع الأمني الراهن، وجهت السفارة الأمريكية جميع موظفي الحكومة وأفراد عائلاتهم بالاحتماء حتى إشعار آخر».
يأتي الهجوم الإيراني بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قيامه بـ«عمليات محدودة» داخل الأراضي اللبنانية، فيما نفى حزب الله الادعاءات بشأن دخول قوات إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية، وحدوث أي اشتباك بريّ مباشر معها؛ كما تم توسيع وتشديد تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، لتشمل مناطق حتى القدس وتل أبيب.(وكالات)
0 تعليق